تكون الحياة الجنسية جانبا مظلما عند الكثير من الافراض؛ فمعظم الناس يتجنبون الحديث عن هذه الاشياء ويعتبرونها أمورا سرية وخصوصا في وطننا العربي. هذا الأمر يتسبب في ضعف الثقافة الجنسية عند المجتمع فتنتشر المشكلات الجنسية التي تبقى غامضة ومخفية ولكنها تسبب مشكلات كثيرة وبرودا بين الزوجين. أحد أبرز المشكلات الجنسية وأكثرها انتشارا هي القذف السريع عند الرجال، التي تقصر وقت الممارسة الجنسية وتحول دون وصول الزوجين إلى ما نسميه الذروية الجنسية (Orgasim)، وهي مشكلة من المهم البحث عن العلاج المناسب لها للتخلص من آثارها السلبية الكثيرة. ستتعرفون في هذا المقال على الطرق المناسبة للتخلص من هذه المشكلة و كيف نتعرف عليها.

اولا ما هو القذف السريع
القذف السريع بالإنجليزية (Premature ejaculation) هي مشكلة شائعة بين الرجال؛ إذ تتراوح نسبة الرجال المصابين بها بين 40-50% من الرجال البالغين. يحدث فيها القذف المبكر أكبر من الوقت الطبيعي ولا يستطيع الرجل إكمال الممارسة الجنسيَّة بسبب عدم القدرة على الانتصاب مرة أخرى، مما يقلل وقت الجماع مع الشريك ويحول دون وصول المرأة إلى نشوتها، ولا يكون هناك وقت كاف للاستمتاع بالجنس خصوصا لدى المراة ممَّا يخلق جوًّا من عدم الراحة ويسبب المشاكل بين الشريكين، كما يعرض الرجل للكثير من الإحراج لعدم قدرته على تلبية متطلبات الزوجة
ثانيا ما هو زمن القذف الطبيعي
يطرح العديد من الرجال هذا السؤال على أنفسهم للتأكد من أن سرعة القذف لديهم طبيعية، ولكن لا يوجد إجابة محددة على هذا السؤال بسبب تفاوت هذه المدة من شخص لآخر لأسباب نفسية واخرى عضوية.
ولكن قد تخطر في البال أفكار خاطئة فلا يجب أن تستمر الممارسة تلك المدة الطويلة لتكون سرعة القذف طبيعية، فالعديد من الدراسات أكدت أن سرعة القذف الطبيعية وسطيا بين 4 إلى 5 دقائق، أما عندما يكون وقت القذف أقل من ذلك فهذا يعني أن الرجل يعاني من سرعة القذف

أسباب سرعة القذف
في البداية يجب ان تعلم عزيزي القارئ أنه ليس هناك سبب محدد لسرعة القذف عند الرجال، إذ يوجد العديد من العوامل المؤهبة لحدوث ذلك، وقد يشترك أكثر من عاملٍ واحدٍ في هذا. وأهم أسباب هذه المشكلة:
- أسباب نفسيَّة: تعتبر السبب الرئيسي لحدوث سرعة القذف، ولها تفريعاتٌ عديدةٌ؛ فالعديد من الاضطرابات النفسيَّة قد تؤدي لحدوث المشكلة مثل القلق والتوتر والاكتئاب والتجارب الجنسيَّة السيئة والكبت الجنسي وقلة الخبرة وضعف الثقة بالنفس والشعور الدائم بالعجز عن إرضاء الشريك والتحفيز الزائد و مشكلات أخرى.
- طبيعة العلاقة: تعتبر الرغبة بإقامة العلاقة الجنسيَّة هي العامل الأهم في العلاقة؛ فلها الدور الأهم في حدوث الانتصاب ومن ثم الاستمتاع بالعلاقة وإطالة مدتها بتأخير القذف. لذلك تؤثر المشكلات بين الشريكين سلبًا على علاقتهما الحميمة، وكلما كان الرابط والود بينهما أكبر كانت العلاقة الحميمة أفضل.
- تعاطي المخدرات أو الكحول.
- الأمراض العامة: كالسكري وتصلب الشرايين وأمراض البروستات وأمراض الغدة الدرقيَّة
- نقص السيروتونين: يتم تصنيع هذا الهرمون وإفرازه في المخ، ويسمى هرمون السعادة. وجد العلماء صلةً بين تركيز السيروتونين وسرعة القذف؛ فالزيادة في تركيزه تؤدي إلى تأخر القذف، بينما نقص تركيزه سيؤدي إلى ازدياد سرعة القذف و حدوث المشكلة.

علاج سرعة القذف
توجد ثلاث طرق رئيسة لعلاج هذه المشكلة، هي:
العلاج النفسي، والعلاج السلوكي، والأدوية، ويُستشار الطبيب المختصّ ليحدد العلاج المناسب بناءً على حالة المصاب، وفي ما يأتي شرح بسيط عن كيفية عمل كلٍّ من هذه الطرق على حدة:[٢]
العلاج النفسي: الذي يهتمّ بالتعامل مع المشاعر السلبية التي تسبب المشكلة، ويُنفّذ العلاج النفسي وحده أو مع طرق أخرى، ويسهم في التخلص من المشكلات بين الزوجين، والتقليل من التوتر والقلق في ما يتعلق بالأداء الجنسي، إضافةً إلى تعزيز ثقة الرجل بذاته في هذا الشأن.
الأساليب السلوكيّة: إذ يوجد العديد من الأساليب السلوكيّة التي تُساعد الرّجل على التحكم بالقذف، منها:[٣] الضّغط، وذلك من خلال الضّغط على طرف القضيب عند الشعور بالقذف الكامل حتى يفقد انتصابه، ويُمكن تكرار هذه العملية قبل القذف الكامل. التوقف أو البدء، وذلك من خلال توقف الاستثارة الجنسيّة لمدة 30 ثانيةً عند الشّعور بأنّ القضيب أوشك على القذف الكامل، فتقلُّ الإثارة، ويمكن تكرار ذلك 3-4 مرات قبل القذف الكامل.

الأدوية: إذ تُستخدم العديد من الأدوية في علاج سرعة القذف، ومنها ما يأتي: مُضادات الاكتئاب، إذ يُعدُّ تأخير النّشوة وعملية القذف من الآثار الجانبيّة التي تُسببها مُثبطات استرداد السيروتونين الانتقائيّة، بالإضافة إلى ذلك فهي تُسبّب النعاس والغثيان، ممّا يقلل من القدرة على ممارسة الجنس، لذلك يجب استشارة الطّبيب قبل استعمال هذه الأدوية.
تناول المكمّلات الغذائية: إذ تسهم المكمّلات في معالجة سرعة القذف والحدّ منه، وتتضمن مكمّلات حمض الفوليك، أو فيتامينات (ب) المركّبة؛ إذ تتفاعل مع النّاقلات العصبية أحادية الأمين، التي تنظّم الإشارات العصبية الموجودة في الدّماغ، ممّا يؤثّر على حدوث القذف، كما ينصح بتناول مكمّلات فيتامين (ج)، وهو أحد مضادات الأكسدة المحاربة للجذور الحرّة، التي تعدّ من أسباب ضرر الأوردة الموجودة في العضو الذكري، مما يؤثر على الحدّ من المشكلات التي تتعلّق بالقذف السّريع.